أالاساليب التربوية في فكر البضعة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام

الملخص

رغم التقدم الكبير في ميدان التربية واساليبها وفنونها ، الا ان مجتمعات هذا العصر تعاني من طغيان مشاكل اجتماعية وتربوية ، ابرزت عدم فعالية النظريات التربوية الحديثة، وضعفها في مجاراة ومواجهة ضغط الغزو الثقافي السلبي الهائل ، وميادينه الواسعة من فضائيات ومواقع تواصل وبرامج متطورة لترويج مفاهيم ثقافية خاطئة ، وبث واشاعة افكار مسمومة ، لتدمير البنى الاجتماعية والاخلاقية للشعوب ، سيما الاسلامية منها . لذا كانت هذه الاسباب وغيرها دافعا لنا في ابراز الدور التربوي المتميز لسيدة نساء العالمين (عليها السلام) ، واساليبها وطرقها المتنوعة في هذا الميدان ، والذي قد يسهم في مواجهة تيارات هذا الغزو السلبي واسلحته المتعددة من جهة ،ومن جهة اخرى يبين سبق الصديقة الطاهرة (عليها السلام ) في ايجاد قواعد ونظريات تربوية واخلاقية يمكن من خلالها معالجة جملة المشاكل التي تعاني منها المجتمعات،و المتمثلة بالتفكك الاسري ،والتجرد من العادات والتقاليد والاخلاق ،والتقليد الاعمى لثقافات الغريبة والدخيلة الى غيرها من المشاكل التي دفعتنا لتقسيم هذا البحث الى مبحثين رأيسين ،جاء الاول بعنوان مبحثين رأيسيين الأول بعنوان : اساليب الزهراء في تربية الابناء اذ ناقشنا في المحور الاول منه اساليب الزهراء في تربية الاطفال والتعامل معهم منذ الايام الاولى للحمل مرورا بفترة الطفولة ومابعدها ، وفي المحور الثاني اساليب الزهراء في ادارة شؤون الاسرة والمنزل ، اما المبحث الثاني فقد انطوى تحت عنوان ( اساليب الزهراء في توعية وارشاد النساء) اذ ناقشنا في محوره الاول جهود الزهراء في توعية نساء المسلمين في الاحكام الخاصة بالنساء اما المحور الثاني فقد ركز على ارشاد نساء المسلمين للاهتمام بالعلم والمعرفة والامور العامة . وقد حرصنا في عموم ذلك على بيان الجانب التطبيقي للبضعة الطاهرة من خلال ايراد المواقف العملية والواقعية في حياة الزهراء عليها السلام، فضلا عن اقوالها وتوجيهاتها المعضدة لتلك المواقف لكي نبين ونؤكد احد اسباب التأثر بتراثها المبارك القائم على الافعال قبل الاقوال وختاما نسال من الباري سبحانه التوفيق وحسن العاقبة وخدمة الإسلام واهله بالفات الانظار لعظمة هذا التراث الكريم وضرورة نشره .