المشروع النهضوي عند طه حسين

الملخص

  يعد طه حسين من الأدباء والمفكرين البارزين الذين اسهموا في بناء النهضة الفكرية في العصر الحديث ، وله مشروعه الخاص الذي أسسه من تلاقح الثقافة العربية مع الثقافة الاوربية ، وفق منهج مبني على الشك للوصول الى الحقيقة وكل شيء قابل للنقد عنده ، وقد بحث في التاريخ و التراث العربي القديم للكشف عن الحقائق في مسائل عديدة ومن أبرزها ما تناوله في موضوع (الشك ) الذي درسه على المنهج الديكارتي ، حيث كرس دراسته في كتابه (في الشعر الجاهلي) ونسبة هذا الشعر الى الشعراء الجاهليين ، فحاول ان يوظف شكوكه وفق منهج يندمج فيه بين دراسة التاريخ والشك في كل ما يعرض امامه  بغية التوصل الى حقيقة الاشياء.

     تعرض طه حسين الى ظروف قاسية جعلته يفكر بواقع الانسان والتخلف والفقرالذي لحق بالمجتمع نتيجة لظروف البلاد السياسية آنذاك ، فالزم نفسه بضرورة السعي لإيجاد الحلول المناسبة للنهوض بالواقع الاجتماعي والتعليمي ، فقدم طروحاته التي جعل منها اهدافا قابلة للتنفيذ للاهتمام بالمدارس والتعليم والجامعي ، وان التعليم لا يقتصر على فئة دون اخرى من الناس وقد تهيأ لمشروعه التنفيذ بعد ان اصبح وزيرا للمعارف ، وحاول ان يوسع من مشروعه النهضوي متناولا كل شيء يتعلق بالماضي والحاضر والمستقبل من اجل ان تكون مصر كأحد الدول الغربية متأثرا بفرنسا عندما ابتعث اليها وملاحظته التطور والنهوض لهذا البلد الاوربي ، فكان همه - اسوة بالمثقفين الذين كان لهم مشروع معرفي - ان يجعل مصر في مصاف الدول التي يشار اليها بالبنان .